كريم غلاب يحارب طواحن الهواء

تشهد الساحة الوطنية هده الايام فصول مثيرة من الشد و الجدب بين المركزيات النقابية و الحكومة ، حول مشروع مدونة السير المشؤومة التي مازالت تلقى معارضة شرسة من طرف النقابات التي ترى فيها دعوة صريحة لسجن المغاربة مع سبق الاصرار و الترصد. و بما ان الحكومة نهجت سياسة الهروب الى الامام و ادخلت راسها في التراب كما تفعل النعامة لتنجو من براثين الاضرابات التي يشنها المهنيون في قطاع النقل بالتنسيق مع المركزيات النقابية فان هؤلاء المهنيون مازالوا يصعدون من وثيرة الاضرابات و لسان حالهم يقول ".. نشوفو الي غادي يعيا" . و بالرجوع الى الطريقة المحبوكة التي تم بها تمرير مشروع هده المدونة في مجلس النواب فسنكون امام مهزلة تثير السخرية، فكما لا يخفى عليكم ان هده الحكومة كانت قدمت المشروع للتصويت في دروة الحرب الصهيونية على الشعب الفليسطيني حيث كان الجميع مشغولا بهده المجازر اليومية ... اسلوب انتهازي خسيس هو دالك الدي انتهجته الحكومة فمررت هدا المشروع و كدلك استطاعت ان تمرر الزيادات في الاسعار في غفلة الجميع .. ايوا اسيادنا باز !! ونحن ننصح السيد الوزير المغلوب على امره ان يتفادى عملية النسخ و اللصق في مشارع القوانين للانه لا يمكن بتاتا ان ناتي بقانون السير لدولة متقدمة لنطبقه بحدافره في المغرب ، فهل يعقل يا سيد الوزير ان نغرس النخلة في سيبريا حيث الحرارة دون 50 درجة تحت الصفر ! نصيحة للوزير ، هدا القانون لا يلائم دولة كالمغرب ، ف % 90 من الطرق الوطنية من تركة الاستعمار التي يعرف الجميع حالتها الان و الدخل الفردي للاغلبية الشعب لا تتعدى 2000 درهم دون تعويضات او الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي او الاستفادة من العطل الخ .. فهل يعقل ان يشغل المواطنون من اجل اداء الدعائر الخيالية فقط ، هدا دون التهديد المباشر الدي اضحت هده المدونة تشكله حيث تنص في بنودها على عقوبات زجرية سالبة للحرية ! فاليوم كل من نسى عدم وضع الحزام فهو مهدد بالسجن اهدا منطقي يا سيد الوزير !؟ لدالك فادا قدر الله و تم تمرير هدا المشروع في مجلس المستشارين فانا من هدا المنبر اتوجه للسيد الوزير كلاب ان يلتمس من رئيسه تغييرالمشاريع المخصصة للانشاء الملاعب للان المونديال يمكن اعتباره من ربيعات المستحيلات و احلام اليقضة ان يحل في ضيافة المغرب ،وان يخصص هده الميزانيات للانشاء المزيد من السجون لعلها تكفي للايواء الملايين من الشعب المغربي ..فيا سيادة الوزير كفى من محاربة طواحن الهواء لان دالك لا يعدو ان يكون مجرد غباء مزمن..

بقلم : احمد ونامير